فضل الصدقة وأثرها على العبد
– الصدقة بسبعمائة حسنة:
قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 261 – 262].
2 – الصدقات ترفعك إلى مقام المحسنين:
قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾[آل عمران: 134 – 136].
3 – الصدقات فيها خير كبير وأجر عظيم:
قال تعالى: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114].
4 – الصدقات تدخلك الجنة من الصدقة:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أنفق زوجين[1] في سبيل الله نُودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خيرٌ، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دُعي من الجهاد ومن كان من أهل الصيام دُعي من الريان ومن كان من أهل الصدفة دُعي من الصدقة فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم[2].
5 – الصدقة تزيد المال بركة:
روى مسلم عن أبي هُريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقةٌ من مال وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله[3].
6 – ما تصدقت به هو الباقي عند الله:
روى مسلم عن عبد الله بن الشخير قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر قال يقول ابن آدم مالي مالي قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت[4][5].
روى البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم أيُّكم مال وارثه أحب إليه من ماله قالوا: يا رسول الله ما منا أحدٌ إلا ماله أحب إليه قال: فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخَّر[6].
7 – الصدقة الجارية أجرها مستمر ما دام يُنتفع بها:
روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له[7].
8 – لن يدخل معك قبرك إلا عملك:
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحدٌ؛ يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله[8].
9 – من دعا غنيًّا للصدقة كان له مثل أجره:
روى مسلم عن أبي مسعود الأنصاري قال جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أُبدع بي فاحملني فقال: ما عندي فقال رجلٌ: يا رسول الله أنا أدله على من يحمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله[9].
10 – الإنفاق على الأهل صدقات بالنيات الصالحات:
ففي الصحيحين عن أبي مسعود البدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة[10].
11 – صدقات غفل عنها كثير من الناس:
روى مسلم عن أبي ذرٍّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يُصبحُ على كُلِّ سُلامى[11] من أحدكم صدقةٌ فكل تسبيحة صدقةٌ وكُل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقةٌ ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى[12].
روى مسلم عن عائشة أنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه خُلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاث مائة مفصل فمن كبَّر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرًا عن طريق الناس أو شوكةً أو عظمًا عن طريق الناس وأمر بمعروف أو نهى عن مُنكر عدد تلك الستين والثلاث مائة السُّلامى فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار[13].
روى البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أربعون خصلة أعلاهن منيحة العنز ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة[14].
12 – الصدقة من أسباب سعة الرزق:
روى مسلم عن أبي هُريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا رجلٌ بفلاة من الأرض فسمع صوتًا في سحابة: اسقِ حديقة[15] فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة[16] فإذا شرجةٌ[17] من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجلٌ قائمٌ في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له: يا عبد الله ما اسمك؟ قال: فلانٌ للاسم الذي سمع في السحابة فقال له: يا عبد الله لم تسألني عن اسمي فقال: إني سمعت صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤه يقول: اسق حديقة فلان، لاسمك فما تصنع فيها قال أما إذا قُلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثًا وأرُدُّ فيها ثلثه[18].
13 – مسارعة الصحابة إلى الصدقات:
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالًا من نخل وكان أحب أمواله إليه بير حاء وكان مُستقبله المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنسٌ: فلما أُنزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تُحبون وإن أحب أموالي إلي بيرحاء وإنها صدقة لله أرجو برها وذُخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بخٍ ذلك مالٌ رابحٌ ذلك مالٌ رابحٌ[19].
14 – كيف تأخذ أجر الصدقة بدون دفعها:
روى الترمذي وقال حسن صحيح عن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثًا فاحفظوه قال: ما نقص مال عبد من صدقةٍ ولا ظُلم عبدٌ مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزًا ولا فتح عبدٌ مسألة إلا فتح الله عليه فقر أو كلمة نحوها وأُحدثكم حديثًا فاحفظوه قال: إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالًا وعلمًا فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقًّا فهذا بأفضل المنازل وعبدٍ رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالًا فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالًا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواءٌ وعبد رزقه الله مالًا ولم يرزقه علمًا فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصلُ فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقًا فهذا بأخبث المنازل وعبدٍ لم يرزقه الله مالًا ولا علمًا فهو يقول لو أن لي مالًا لعلمت فيه بعمل فُلان فهو بنيته فوزرهما سواء[20].
15 – الصدقات تقيك حر النار:
ففي الصحيحين عن عدي بن حاتم قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثُم ذكر الناس فتعوذ منها وأشاح بوجهه ثم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة[21].
ففي الصحيحين عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم أحدٌ إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمانٌ فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة[22].
16 – أفضل الصدقات:
روى أحمد وصححه الألباني عن حكيم بن حزام أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيها أفضل قال: على ذي الرحم الكاشح[23].
17 – الصدقة على الحيوانات:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا رجلٌ بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلبُ يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خُفه ماء فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم لأجرًا فقال: في كُلِّ ذات كبدٍ رطبة أجرٌ[24].
وفي رواية للبخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فشكر الله له فأدخله الجنة[25].
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: بينما كلبٌ يُطيف[26] بركيةٍ[27] كاد يقتله العطش إذ رأته بغيٌّ من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها[28] فسقته فغفر لها به[29].
18 – الصدقة على المسلمين بدفع الأذى عنهم:
روى مسلم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقد رأيت رجلًا يتقلب[30] في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تُؤذي الناس[31].
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مر رجلٌ بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأُدخل الجنة[32].
19 – زيادة أجر الصدقة مع مرور الزمن:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تصدق أحدٌ بصدقةٍ من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يُربي أحدكم فلوَّه أو فصيله[33].
روى الترمذي وقال: حسن صحيح، عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم ما يُربي أحدكم مهره حتى إن اللقمة لتصير مثل أُحد وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل: ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات ويمحق الله الربا ويُربي الصدقات[34].
20 – من تصدق على من لا يستحق وهو لا يدري قُبلت صدقته:
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رجلٌ: لأتصدقن الليلة بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون: تُصدق الليلة على زانية، قال: اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقنَّ بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون: تُصدق على غني قال: اللهم لك الحمد على غني لأتصدقن بصدقةٍ فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون: تُصدق على سارق فقال: اللهم لك الحمد على زانية وعلى غني وعلى سارق فأُتي فقيل له: أما صدقتك فقد قُبلت؛ أما الزانية فلعلها تستعف بها عن زناها ولعل الغني يعتبر فينفق مما أعطاه الله ولعل السارق يستعف بها عن سرقته[35].
21 – الصدقة على المعسر تيسِّر أمورك وتخفِّف حسابك:
روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفَّس عن مؤمن كربة من كُرب الدنيا نفس الله عنه كُربة من كُرب يوم القيامة ومن يسَّر على مُعسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة[36].
22 – صدقات لم تعلم بها كُتبت في ميزان حسناتك:
ففي الصحيحين عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مُسلم يغرس غرسًا إلا كان ما أُكل منه له صدقة وما سُرق منه له صدقة وما أكل السبع منه فهو له صدقةٌ وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه أحدٌ إلا كان له صدقة[37].
23 – من تصدق أمام الناس ليقتدوا به له مثل أجرهم:
روى مسلم عن أبي جرير بن عبد الله قال: كُنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار قال: فجاءه قومٌ حفاةٌ عراةٌ مجتابي[38] النمار[39] أو العباء مُتقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فتمعر[40] وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل ثم خرج فأمر بلالًا فأذن وأقام فصلى ثُم خطب فقال: يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، إلى آخر الآية، إن الله كان عليكم رقيبًا، والآية التي في الحشر: اتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغد واتقوا الله، تصدق رجلٌ من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بُره من صاع تمره حتى قال: ولو بشق تمرة قال: فجاء رجلٌ من الأنصار بصرة كادت كفُّه تعجز عنها بل قد عجزت قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبةٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء[41].
24 – التنافس في الطاعات:
ففي الصحيحين عن أبي ذر أن ناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور يُصلون كما نُصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون؛ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وأمر بالمعروف صدقةٌ ونهيٌ عن منكر صدقةٌ وفي بضع أحدكم صدقةٌ قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجرٌ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزرٌ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرًا[42].
25 – الصدقات تكفر الذنوب وتمحو الخطايا:
روى الترمذي وقال: حسن صحيح عن معاذ بن جبل قال: كُنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار قال: لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسَّره الله عليه تعبد الله ولا تُشرك به شيئًا وتُقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال: ألا أدُلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل من جوف الليل قال: ثم تلا: تتجافى جنوبهم عن المضاجع، حتى بلغ يعملون، ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه؟ قُلت: بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال: ألا أُخبرك بملاك ذلك كله قلت: بلى يا نبي الله فأخذ بلسانه قال: كُف عليك هذا فقُلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكُب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم[43].